" احذر.. اختبارات الوزارة " , " انتبه!! الأسئلة صعبة " " الأسئلة معقدة " , "
اجتهد فأنت في نهاية المطاف " , " هذه الاختبارات ومستواك هى ما سيحدد مستقبلك " , " لا تخرج من المنزل " و " اقفل جوالك " , " أعانك الله على هذا الحمل الثقيل " , " يالله.. متى يأتي آخر يوم في الاختبارات " , " اختبار الانجليزي كارثة.
كل هذه العبارات وغيرها مما ينفي المداد دون تسطيره هي ما تلوكه ألسنة الناس هذه الأيام من طلاب ومعلمين وآباء وأمهات وإخوان, بل كل من يسير في الشارع.
لقد أصبحت اختبارات الوزارة كابوساَ وهاجوساً مرعباً يهدد أمن واستقرار الطالب, فلا يشغل تفكيره لوحده؛ بل كل بيت فيه طالب على مشارف التخرج من المرحلة الثانوية لابد وأن تجده قد أعلن حالة النفير العام.
فالجو المحيط جو كئيب مخيف متكهرب نتيجة قرب الاختبارات, فسنكون بعد فترة ليست بالبعيدة في قاعة الامتحان , بل وإمام ورقة الاختبار، وسنلتقيها لمدة لا تقل عن ساعة ونصف، هذا لمن أراد الهرب بجلده؛ والظفر بعقله فالله المستعان وعليه المتكل.
في خضم هذه الهالة الملتهبة من الأجواء المشحونة يفقد الكثير من الطلاب معنى لربما غاب كثيراَ عن الأذهان ألا وهو التسليم والإذعان والقبول والإيمان والتوكل على الرحيم الرحمن سبحانه وتعالى، ولست بذلك أنفي العمل بالأسباب , فهى من كمال التوكل بل وتركها هو التواكل؛ أي: توكل كاذب.
ولكنني أدعو إلى التوازن في التفكير والوسطية في التعامل مع مثل هذه القضايا فلا نجنب التوكل على الله والتسليم لقضائه وقدره، فهذا والله هو عين الخذلان وقلة الفقه, وسوء التدبير نسأل الله تعالى العافية.
فلنؤمن جميعاًَ ونسلم بقضاء الباري جل جلاله وقدره، ولنعمل جميعا بالأسباب ولننفض ثياب العجز والكسل ولنطّرح عنا القنوط الذي يجلبه لنا كثرة التفكير والخوف مما قد يحصل، ولنخلع تلك النظارة السوداء التي حجبت عنا كل ما هو جميل ونافع ومفيد فالحياة جميلة مشرقة ولكن لننظر إليها نظرة التفاؤل.. فالفأل حسن.
فنسألك اللهم جل وعلا الخير والتوفيق والفلاح في الدنيا والآخرة, كما نعوذ بك من العجز والكسل, والخوف والحزن, والجبن والبخل.
ومضة أخيرة:
من أطاع الله انقلبت المخاوف في حقه أماناَ, ومن عصاه انقلبت مآمنه مخاوف.
