facebook
Share |

٢٣.١.١١

كيف أتفوق وأنا لم أستعد للاختبارات؟

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده: وبعد: 

فالطالب المسلم يحرص على الاجتهاد والترتيب والنظام من أول العام الدراسي، كيف لا، وقد تعلم من عبادة الصلاة أن ينظم وقته، ويهتم بنظافته، ويرتب أدواته، ويحافظ على أداء الصلاة ليكون على صلة دائما بالله، وأن يتعرف على الله وقت الرخاء ليكون الله تعالى معه وقت الشدة .

والطالب المسلم يتوكّل على الله تعالى في مواجهة الصعوبات والتي منها الاختبارات قال تعالى: (مَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) ويستعين بالله، ويسأله بصدق ويتقرب إلى الله تعالى بإخلاص، ويكرر الدعاء دائما خصوصا في أثناء السجود أن يوفقه الله تعالى للنجاح في اختبارات الدنيا والفوز والفلاح في الآخرة، ويكرر الدعاء ويلح على الله تعالى أن يسدد الله تعالى خطاه في اجتهاده، ويفتح عليه سبل الفهم والرشاد، ويشرح له صدره.

وكل ذلك مع  الأخذ بأسباب التفوق والنجاح، من الحزم والجدية والاجتهاد المتواصل،  فهذا هو المؤمن القوي كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلا تَعْجَزْ ".  رواه الإمام مسلم  في صحيحه. 

فإذا حرص الطالب على ذلك، فسوف يكون قد تعود على الوقوف في وجه الصعوبات وتدرب على تجاوز العقبات، فلا يخاف الاختبارات، ولا يخش الامتحانات ولا يرهب من المقابلات. 

ويستثمر الطالب المسلم أيام الاختبارات لتعويد نفسه على الإتقان في الأعمال،ويدرب نفسه على تنظيم الوقت، ويتذكر الدوافع الدنيوية التي تحمسه للمذاكرة، وينطلق منها ليستثمرها في الحصول على المنافع الأخروية.
فيتعلم أيضا أن يستعد بقلب سليم ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، فيستعد دائما للموت بالاستقامة على طاعة الله ، ومحاربة الشيطان ومجاهدة النفس، فيكثر من الأعمال الصالحة، ويفعل الخيرات، ويواظب على الطاعات، ويكثر من فعل الحسنات، ويبتعد عن المعاصي ويهجر المنكرات، والذي يحمسه لهذا هو تذكر أنه سيحاسب في الآخرة، وفي أول منازلها أي  في قبره، فيسأل ويمتحن، ومن علم أنه موقوف بين يدي الله تعالى فليعلم أنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول فليعد للسؤال جوابا.
فهل نحسن الاستعداد لهذا الأمر، ونجيد الإعداد، ونحضر الجواب، كما نستعد للامتحان في الدنيا؟ 

ومن فاته حسن الاستعداد وجودة التدريب، فعليه أن يستدرك ما فاته، ويندم على التقصير ويعزم على عدم العودة مرة أخرى لهذا التفريط وليبدأ من الآن حتى لو لم يتبق على الاختبارات إلا الأسبوع الأخير، أو هو قد دخل فعليا في أيام الاختبارات.

وعليه أن يبدأ من الآن في مراعاة الأمور التالية: 
أولا: التدريب على تنظيم الوقت: 

أن يتعلم الطالب، بل المسلم عموما: تنظيم وقته، وربط ذلك بأوقات الصلوات،فيستيقظ مع آذان الفجر، ويحاول النوم مبكرا، ليحقق ذلك،  أو يستيقظ قبل الفجر، ليستثمر وقت السحر، وهو من أفضل أوقات استجابة الدعاء، مع تعلم شروط استجابة الدعاء وآدابه. 

ويمكن الاستعانة بأدوات التنبيه للاستيقاظ، ولا تنس أن تشغل وقتك بذكر الله ففيه سكينة للنفس، واطمئنان للقلب، والبعد عن القلق، ولا ينس الطالب دعاء الاستيقاظ من النوم عند القيام، ودعاء الدخول للخلاء، وبعد أداء الحاجة بالحمام، ثم الطهارة وأداء الصلاة في الجماعة للرجال أو للطلاب، وفي أول الوقت للبنات والفتيات، ولتحرص الفتاة أن تضبط مواعيدها مع مواعيد الصلوات حتى أوقات العادة الشهرية.
ثم يحرص المسلم على أذكار ما بعد الصلاة، وأذكار الصباح مع أداء بعض التمرينات الرياضية الخفيفة للتنشيط وتحريك العضلات، و يستعد للذهاب للمدرسة أو الكلية، ولا ينس وجبة الإفطار ولو يتناول شيئا خفيفا، ثم يحاول الانتباه والتركيز أثناء الحصص، أو المحاضرات، ويسجل الأمور المهمة، ويؤدي الواجبات ويذاكر أولا بأول، ويسأل عما أشكل عليه أو لم يفهمه، ولا يتحرج من الاستفسار، فالمدرس أو المحاضر  يفرح بأسئلة الطلاب؟.
ويحاول أن يصاحب الأخيار والمجدين، ويجالس الصالحين والمجتهدين،ويبتعد عن الطلاب المشاغبين، ثم قبل انتهاء اليوم الدراسي، لا بد أن يؤدي صلاة الظهر في موعدها، وقبل الخلود للنوم. 

وأما في فترة الظهيرة، والمساء، وبعد العودة يتناول الغذاء، ويمكن أن يرتاح قليلا، أو ينام إلى أذان العصر، ثم إما أن يذهب لحفظ وتعلم تلاوة القرآن، أو يبدأ في أداء الواجبات المطلوبة، ولا ينس البسملة، و يمكن تناول أحد المشروبات المحببة للنفس، مع الابتعاد عن الإكثار من المكيفات ( الشاي والقهوة)، و يستكمل استذكار الدروس، ويبدأ بالأصعب، إلى صلاة المغرب، ولا ينس أذكار المساء، و يستكمل إلى صلاة العشاء، ثم يواصل المذاكرة.
ولا مانع من الترفيه المباح لوقت قصير لاستعادة النشاط أو استراحة قليلة لتجديد الحيوية، أو أداء بعض التمرينات الرياضية الخفيفة للتنشيط وإن كان راحة المسلم في أداء الصلاة. و يمكن بعد ذلك تناول وجبة العشاء، ثم استكمال المذاكرة، ولا يبالغ في السهر، ليستيقظ مبكرا، وينال بركة اليوم من أوله. 

ثانيا: من لم يهتم بالمذاكرة من البداية:
فلا تقلق، وتتوتر أو تيأس، أو تتوقع الفشل والإخفاق، أو تدخل التوتر على الآخرين، بل حاول أن تنقذ نفسك بقدر المستطاع، قال تعالى:"فاتقوا الله ما استطعتم" في الحديث:" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الفأل الحسن" حديث صحيح رواه أحمد وغيره، وصححه أحمد شاكر، والألباني في صحيح ابن ماجه.
وبذلك لا تقع فريسة للإحباط واليأس، وتذكّر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ) . رواه مسلم. 
وإذا صعب عليك أمرا، الجأ إلى الله تعالى، اسأله بصدق ادعوه بإخلاص أن يفهمك ويفتح عليك ما استغلق، ويسهل لك الصعوبات ويمكن أن تقول: ما ورد في الحديث: " اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت ربي تجعل الحزن أو الصعب إذا شئت سهلا" رواه ابن حبان، أو تقول هذا الدعاء الذي كان يردده بعض العلماء:  يا معلّم إبراهيم علمني ويا مفهّم سليمان فهمني . 
 ثالثا: من فرط في الاستذكار من بداية العام:
ومن لم يهتم بالاختبارات الشهرية المنشطة والتي تساعد على الاستذكار وتبين طريقة التعامل مع الأسئلة وتبعد الطالب عن الخوف: فعليه أن يزيد من ساعات الاستذكار، مع التركيز على حل الأسئلة، أو وضع اختبارات والقيام بحلها وتصحيحها لنفسه واكتشاف الأخطاء وعلاجها، أو يتعاون مع صديق مخلص، أو قريب متفهم لا يضيع له الوقت فيما لا طائل من وراءه . 

وأيضا لا تتعجل في الانتهاء من مذاكرة كل المادة والوقت ضيق، بل اختر بعض الفصول التي يمكن أن تنتهي منها قبل الدخول للامتحان، والبقية تلجأ فيها للأسئلة والاختبارات أو الملخصات، والطالب المجتهد هو الذي توسع في البداية ولخص المواد ليتمكن من المراجعة الشاملة قبل الاختبارات، والمفرط يحاول أن يركز على الملخصات والأسئلة  لضيق الوقت.

رابعا: الحرص على التسمية وعلى الأدعية المأثورة: 

فالتسمية فيها بركة واستعانة بالله وهي من أسباب التوفيق، والابتعاد عن الشيطان وحزبه، وأما الأذكار والأدعية فهي حصن للمسلم، تبعده عن الشيطان، وتحفظه من الحسد و الغل، وتعود لسانه أن يرطب دائما بذكر الله فيسكن قلبه وتخشع جوارحه، وتحسن خاتمته، فمن حافظ على الأذكار والأدعية المأثورة وجد أثرها العظيم في حياته وبعد مماته.
فلا ينس المسلم الأذكار قبل الطعام والشراب ودخول المسجد والخروج منه، و أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ منه، وبقية أدعية أو أذكار اليوم والليلة و منها  أيضا دعاء الخروج من المنزل: ( بسم الله، توكلت على الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أُضل، أو أَزل أو أُزل ، أو أًظلم أو أُظلم ، أو أجهل أو يُجهل علي). 
 خامساً: ولا تنس التماس رضا والديك فدعوتهما لك مستجابة :
 كما في الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد على ولده، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم) رواه أحمد في مسنده والبخاري في الأدب وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة وحسنه السيوطي.
وفي حديث آخر: ( ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد لولده، ودعوة الصائم ودعوة المسافر) رواه الضياء المقدسي وصححه السيوطي في الجامع الصغير.
نسأل الله تعالى التوفيق والسداد والنجاح لأبنائنا في الاختبارات، والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Walgreens Printable Coupons | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة